تُعتبر منظومة القيم في أي مجتمع القاعدة الأساسية التي تُحافظ على توازنه واستقراره وثباته واستمراريته في أداء وظيفته ،وتنظيم سُلوك الإنسان على مستوى الأسرة والمجتمع والدولة ،فمنظومة القِيم الحَاكمة أصحبت السِمة البارزة التي تتسم بها أي حضارة مُتقدمة وقوية في العالم ،فهي تُحافظ على تماسك المجتمع وتُحدد أهدافه الكُلية ومُثله العليا ومبادئه الثابتة ،وتُساعده على مُواجهة المُتغيرات والمُستجدات ،وتقي المجتمع من الأنانية العالية والنزعات الفردية والشهوات الطائشة ،وتُمكن المجتمع من الصِيغة التي يتعامل بها مع العالم من حوله ومُبررات وجوده.
وما جائزة الاعتدال إلا واحدة من مُفردات منظومة القِيم الوطنية التي تسعى إلى إبراز الصورة الحقيقة للمملكة العربية السعودية في مجال الاعتدال ،وتشجيع المُبادرات المُعززة لثقافة الاعتدال ،وزيادة مستوى الوعي حول أهمية الاعتدال في كافة مجالات الحياة ،ودعم الجهود الرائدة للأفراد والجماعات أو الهيئات والمؤسسات التي تهدف إلى تعزيز مفهوم الاعتدال وتطبيقه ،والتي هي من نِتاج فكر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مُستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس مجلس أمناء الجائزة ،وشعارها لا للتطرف ولا للتكفير ولا للتغريب ،نعم للاعتدال في الفكر والسياسة والاقتصاد والثقافة : إنه الدين والحياة، إنه الإسلام والحضارة، إنه منهج الاعتدال السعودي.
لقد أعلن مستشار خادم الحرمين أمير مكة المكرمة رئيس مجلس أمناء جائزة الاعتدال الأمير خالد الفيصل في مقر الإمارة بجدة قبل أسابيع عن الفائز بجائزة الاعتدال في دورتها الخامسة للعام2021/1443،وهو الرئيس التنفيذي لمشروع نيوم المهندس نظمي النصر خريج جامعة الملك فهد للبترول والمعادن والحاصل على شهادة الهندسة الكيميائية وموظف شركة أرامكو السعودية منذ العام 1978 ،وقد تولى عدة مناصب في الشركة وقاد العديد من مشروعاتها الحيوية وتنفيذ شبكة الغاز الرئيسية في المملكة كأحد أكبر المشاريع الصناعية في مدينتي الجبيل وينبع ،وتطوير حقلي الغوار والشيبة وهو الرئيس التنفيذي لمشروع مدينة نيوم، ونائب الرئيس التنفيذي للشؤون الإدارية والمالية في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية وعضو الهيئة الاستشارية في المجلس الاقتصادي الأعلى السعودي وعضو مجلس الأمناء لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني .
فمنح جائزة الاعتدال لهذه الشخصية الوطنية يعني أنها وضعت قِيم الاعتدال في جميع سلوكها وأدائها المهني والفكري والثقافي والاقتصادي والديني والسياسي والوطني ،وحازت على ثقة المسؤولين في شركة أرامكوا السعودية وثقة ولاة الأمر في جميع المناصب والمُهمات التي أُوكلت إليها ونجحت في إدارتها والتميز والإبداع في تنفيذها ،فهذه الشخصية كما سبقتها من شخصيات الاعتدال التي قدمتها الجائزة للمجتمع السعودي كنموذج دون النظر إلى المحددات الهامشية أو الشخصية أو المناطقية أو القبلية أو المذهبية في اختيارها ،فالاعتدال قِيمة تسمو فوق كل النعرات والانتماءات ،وأن نشر ثقافتها يُشيع في المجتمع السعودي التماسك والألفة والتعاون نحو تحقيق الأهداف الوطنية الكبرى ،وتجعل من النسيج الوطني نسيج لوحة فنية تتداخل فيها الألوان ،وتتمازج كافة العناصر نحو تجسيد معاني اللوحة ورسالتها ،وما نظمي النصر إلا لؤلؤة وطنية ناصعة البياض في ذلك العُقد الوطني والذي يتراص فيه مع باقي النماذج الوطنية في الاعتدال من أجل تحقيق الرؤية الوطنية 2030 فهنيئا للوطن هذا الاختيار.
أحسنت
التعليق