العمل التطوعي.. وتأثيره بالمواطنة

الزيارات: 2917
التعليقات: 0
العمل التطوعي.. وتأثيره بالمواطنة
https://www.hasanews.com/?p=6665985
العمل التطوعي.. وتأثيره بالمواطنة
عزام الربيعه

من علامات حب الوطن والرغبة في تنميته وتطويره هو السعي لخدمته بكل قوة سواءً من ناحية التنظير أو من ناحية العمل الميداني الواقعي دون انتظار جزاء أو مقابل مادي، قال تعالى في محكم التنزيل: (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورًا)، وهنا تبرز العلاقة الوطيدة لحب الوطن دون انتظار مردود من ذلك، والسعي لتنميته وتطويره وخدمته.

إن اهتمام الدولة حفظها الله بقيادة سيدي خادم الحرمين الشرفين وولي عهده الأمين بالتطوع، وإدراجه من ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030، وتزايد أعداد المتطوعين من الشباب السعودي الواعد، مؤشـر على الفوائد الكبيرة التي يحققها التطوع للفرد والمجتمع فنرى الإحصائيات والأرقام في النصف الأول من عام 2021م والتي نشرتها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في حسابتها على منصة تويتر حيث تجاوز عدد المتطوعين المسجلين في منصة العمل التطوعي 208 ألف متطوع ومتطوعة، ووفرت لهم المنصة أكثر من 104 ألف فرصة تطوعية شاركوا فيها المتطوعين وحققوا أكثر من 12 مليون ساعة تطوعية، لأكثر من 15 مليون مستفيد.

وعلى المستوى الاجتماعي تحقق الخدمات التي يقدمها التطوع دورًا هامًا في المساهمة في النهوض والتطوير سواءً في تقديمه مشروعات خدمية وتنموية، كما يتميز العمل التطوعي بالعطاء اللامحدود، مما يساعد على تقديم الخدمات بشكلٍ أفضل وأسرع إتقانًا بالتعاون مـع الأجهزة الحكومية ذات العلاقة وتدشين معالي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في تاريخ 9/7/2021م جائزة الوطنية للعمل التطوعي أكبر دليل ومحفز للعمل التطوعي في المملكة، كما تعــد الجائزة الوطنية للعمل التطوعي أداة فاعلة لتحفيز وإلهام كافة قطاعات المجتمع وأفراده في المملكة العربية السعودية، وتهدف الجائزة بشكل رئيسي إلى إبراز وتكريم الجهود التطوعية المختلفة، ونشر وترسيخ ثقافة العمل التطوعي لدى القطاعات وأفراد المجتمع، والمساهمة في بناء صورة ذهنية إيجابية عن المجتمع السعودي، وتهدف إلى بناء صورة ذهنية إيجابية عن المجتمع السعودي تجاه قيم العطاء والبذل، وتدشين تطبيق المنصة العمل التطوعي سهلة إلى الوصول للفرص التطوعية والعمل على إدارة الأعمال التطوعية وإيجاد فرص تطوعية متنوعة وتوثيق الساعات التطوعية.

ويتيح التطوع فرصة للتعرف على احتياجـات المجتمع وتحديد مشكلاته، مما يسهم في تبني هذه المشكلات وحلها سـواءً بالتعاون مع الجهات الحكومة أو بالتعاون مع المؤسسات الاجتماعية، كما يساهم التطوع في تعبئة الموارد البشرية والمادية المحلية في سبيل النهوض بالمجتمع.

ويعتبر العمل التطوعي من أبرز علامات المواطنة الصالحة والمسؤولة، فالمتطوع يبذل الجهد وينفق من ماله ووقته في سبيل تقديم أحد الخدمات العامة مما يدل على حبه لوطنه ومجتمعه وعلى الرغبة في تقديم المساهمة، كما يمكن أن يشكل جسرًا للتواصل بين مختلف أبناء الوطن ويفتح المجال أمام أعمال مشتركة في قضايا عامة وسامية.

وينتج العمل التطوعي كذلك حالة من التفاعلية والمشاركة المجتمعية وبالتالي فإن الفاعلين فيه يكونون أكثر قدرة على تحمل المسؤولية في مختلف القضايا المجتمعية، وإن المواطنة الصالحة تقتضي أن يتعاون الجميع من أجل بناء الوطن في كلّ مقوّماته على أسسٍ سليمة في كلّ الميادين والمجالات.

وأخيرًا، رؤية المملكة 2030 هي رؤية تعزز الحياة الكريمة التي أساسها توافر الفرص المتكافئة لتكون في مقدرة الجميع؛ لأن العمل التطوعي بجميع التخصصات، يعمل على مبدأ البذل والعطاء.

التعليقات (٠) اضف تعليق

اضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>