النصيحة أحد الحقوق الستة للمسلم على أخيه .
ولكن هناك من امتهن النُصح وأدمن إسداءه ، واتخذ من هذا
الحق ذريعةً ليُصبِحك بنصيحة ويُمسِيك بأُخرى .
ومع إسرافه في النصح بشكلٍ مستمر ؛ فقدت النصيحة قيمتها ، وربما كانت هناك نصائح ذات قيمة لكنها ضاعت وسط سيل نصحه العارم ؛ فاختلط غثها بسمينيها ، ولو قُدر لك الوقوع في أدنى مشكلة ، وقد سبق الأخ في الله أن نبهك عنها ضمن نصائحه الذهبية ، اعانك الله على عتابه لتجاهلك لنصيحته .
تأكد سوف تكون مادةً دسمه لحديثه عند كل اجتماع وكل مجلس ، تأنيباً لك وتمجيداً لشخصه (الكريه) لإستباقه للأحداث أبان نصيحتهِ تلك ، فهو يقدم النصيحة المنتهية ب (التنفيذ) ، لذلك يرى ضرورة الأخذ بالنصيحة على محمل التطبيق ، فتجده وكأنه يتابع سير معاملة في أحد الدوائر الحكومية ، والسؤال المتكرر (شسويت في الموضوع ) .
ومدمنو النصح غالباً تجِدهم غارقين في بحر من العيوب والتقصير ، لكنهم يتجاهلون ذلك ، فلو أعادوا النظر كرةً أُخرى لمكامن نقصهم ، ومواطن ضعفهم ؛ لكان خيراً لهم من تقمص دور الناصح الأمين .
حتى مسألة الأذواق لم تسلم من مقصلة نصحهم ، مع أن الأذواق مجال رحب للتعدد والتنوع ، لكنهم يرون أنهم المرجع الأول والوكيل المعتمد للذوق والأناقة ؛ فمن دون الأخذ برأيهم فأنت لاتحسن الإختيار ولاتجيد الإنتقاء من وجهة نظرهم .
وهذا أحد أنواع الأذى الذي يتعرض له المجتمع من
(حزب النُصّاح) فهم يسيئون من حيث يظنون أنهم يحسنون صُنعا .
حزب النُصّاح !
الزيارات: 1288
تعليقان 2
الاخ الصديق الحبيب الاستاذ عبدالسلام المسيان يعجز للسان عن النطق بكلمات الاعجاب بساطة في الانتقاء و كبر في المعناء لاتحرمنا الاطلالة الجميلة انا بالقرب ومتابع ….
لافظ فوك..