في مختلف جوانب الحياة ، وفي كافة الأمور التي تتعلق بها ، تواجه مجموعة من المتفلسفين والمنظرين الذين يتقنون الكلام ولا يجيدون الأفعال ، بارعون في الثناء على أنفسهم ، متقوقعون في حب ذاتهم ، يجيدون اقتناص الفرص لصالحهم ، وهولاء لديهم ثراء فاحش في الكلام الذي تتنامى بضاعتهم من خلاله فيكون الكسب المادي هو الهدف .
هذا اللوبي المجيش منتشر بكثرة بيننا وفي كافة نماذج المجتمع ، يتسابقون لنيل حضورهم الباهت الذي يجعل صيتهم المزيف يتصاعد طالما نحن نقيس الأمور على أنها مجرد أسماء ومناصب والقاب .
هؤلاء لا يقدمون قيمة ملموسة في واقع ممارستهم الحقيقية في حياتهم ووظائفهم وتأثيرهم في من حولهم ، لأن البريق فقط للتلميع ولكسب مشاهد حضور مزورة ومزيفة .
ولهم في كل مكان مصلحة ومع مختلف الأشخاص كسب يقوم على منافع دونية ، فهي مقياس الأخذ والعطاء عند هؤلاء المفلسون .
وقد تكون الإشكالية الكبرى أن هؤلاء من نقدمهم ونستشيرهم ويحظون بصفوة ، ويجدون تطبيل لا مبرر له .
لا مقياس في زمن المتفلسفين الا الفرجة فمن يعجز أن يكون مريد ومداهن سيكون حقود وبغيض ولا يحترم ، خاصة مع الذين ركبوا الموجة من أجل مصالحهم .
الخطر الحقيقي أننا ندرك بيقين أن هؤلاء منبوذين وليس لهم قبول بيننا الا من فئة مجتمعية معينة ومحددة هي من تتقبل هذا التنظير وتخدع به وتُقبل عليه .
دعونا نتماسك لنجعل هؤلاء خارج منابرنا فالقول قرينه الفعل فقط ، والذين يقاتلون لمصالحهم فقط لا يستحقون دعمنا .