تشتهر الأحساء بعراقتها التاريخية ، وحظيت عبر القرون التاريخية بمفاخر كثيرة ، يحق لكل أحسائي أن يتعرف إليها و يحافظ على مكاسبها، وقد أشاد بالمفاخر مجموعة من العلماء قال القاضي الشيخ أحمد بن حجر آل بوطامي الشافعي: (للأحساء شأن عظيم، ولها المآثر الكريمة قديما وحديثا).
-الإسلام طوعًا :
لم يكن دخول عبدالقيس في الإسلام مجاملة أو منفعة مادية ، بل أسلموا طائعين مختارين فكان لهم الفضل العميم و الأثر الجميل ، جاء في الحديث الشريف : (اللهم اغفر لعبدالقيس إذ أسلموا طائعين غير كارهين)، وعبَّر العلامة الشيخ عبدالعزيز بن صالح العلجي عن هذه المنقبة فقال:
هموا وفدوا للدين حبا ورغبة فبجلهم أعني الرسول و كرما
وقال رسول الله بالوفد مرحبا أتوا لا خزايا أو بهم من تندما
وجاءوا إليه راغبين فردهم على كرم يتلون نورا متممــــا
-الثبات وقت الردة:
ثبت عبدالقيس على الدين الإسلامي وقت الردة ، و سجل لهم التاريخ مواقف في مواجهة المرتدين.
-بلد العلم والعلماء:
أنجبت علماء و طلبة علم كثيرين، حملوا على عاتقهم نشر العلم و إرشاد الناس و كانت لهم مشاركة جيدة في العلوم الشرعية وعلوم الآلة ، قال المؤرخ الشيخ إبراهيم فصيح بن صبغة الله الحيدري البغدادي: ( و في الأحساء كثير من العلماء الأعلام ) ، و قال المؤرخ سليمان بن صالح الدخيل النجدي: ( و قد كان فيها كثير من فحول العلماء و جهابذة المحققين في العلوم ، و من لهم يد طولى في العلوم كلها ) ، و كانت منهلا اغترف منه طلبة العلم في عمان و فارس و البحرين و الكويت و اليمن و نجد و العراق و غيرها معين علومهم ، و لما رجعوا إلى ديارهم تقلدوا وظائف القضاء والإفتاء والتدريس والخطابة والإمامة.
– بلد الأدب والأدباء:
تُعدُّ الأحساء علامة فارقة في عالم الأدب ، إذ عُرِفت بكثرة شعرائها ، و براعة كُتَّابها، قال الأديب محمد بن سلام الجمحي في كتابه طبقات فحول الشعراء: (في البحرين شعر كثير و فصاحة) ، و وجدت دواوين الشعر و مجاميعه مساحة جيدة في خزائن الكتب الأحسائية و حفظ بعضهم الدواوين الشعرية ، و ذاع صيت بعضهم في رواية الأشعار ، و كان بعضهم من أرباب الكتابة ، و انتشرت مجالس الأدب في رحاب النخيل و البيوت حتى بلغ بعضها شهرة واسعة كأحدية الشيخ أحمد بن علي آل الشيخ مبارك.
-بلد النخيل:
أجمع المؤرخون و الرحالة و أهل الاختصاص على خصوبة أراضيها وكثرة ثمارها اليانعة فغدت أكبر واحة ، و تميزت بنخليها الباسقات حتى عُرِفت بعاصمة النخيل ، و كان نخلها مثار إعجاب أهلها و الوافدين إليها ، فالرحالة ابن بطوطة ذكر أن فيها من النخيل ما ليس ببلد سواها ، و لم يكن التميز على المستوى العددي فقط بل شمل جانب الجودة في الطعم و الشكل و الفائدة ، لذا قال السيد محمود شكري الألوسي في كتابه تاريخ نجد: (و في الأحساء أحسن النخيل ) ، و للرطب و التمر الأحسائي حكايات و أحاديث ماتعة سطَّرها كل من ذاق طعمهما ، و قد اطلعت على كتابات شعرية و نثرية دلَّت على أصالتهما ، و قد جاء بعض أسماء التمر الأحسائي في الحديث النبوي الشريف مثل: تمر البرني.
-بلد الماء:
كانت الأحساء بلدا مائيا عجيبا ، فقد تحدث الرحالة عن عيون جارية كثيرة استخدمت في السباحة وسقي البساتين و الشرب و أغراض أخرى، و جاء في الوثائق الشرعية القديمة أسماء عديدة للعيون و الأنهار و المساقي.
-بلد الحرف اليدوية :
جعلت يد الإنسان الأحسائي لها بصمة رائعة في عالم الحرف المهنية اليدوية في الأحساء حاضرة بقوة في صناعة البشوت قديما و حديثا ، ويكفينا اعتزازا أن الكعبة المشرفة ألبست في سنوات مختلفة بكسوة حساوية.
-بلد الجود و الإحسان:
اتجه الإنسان الأحسائي بطبيعته إلى ميادين الخير و الإحسان فأنفق جزءا من ماله وأوقاته في أوجه البر فكثرت الأوقاف التي تُصرف غلاتها على التعليم و الإطعام و السقيا و الإقراء وغير ذلك ، و تعددت مناحي العمل التطوعي ، و تنوعت صور المواقف البطولية و المشرفة تجاه قضايا العالمين الإسلامي والعربي.
-بلد التعايش المجتمعي:
التعددية جزء من مكونات مجتمع الأحساء، و مع هذا ضرب أهل الأحساء نماذج جميلة في التعايش المجتمعي على اختلاف مشاربهم و أطيافهم، في الاتحاد شعارهم، والألفة والمحبة غايتهم، والعمل بروح الجماعة منهجهم.
وأخيرًا فإن هذه الكلمات المختصرة سطرتها ؛ لتكن حاضرة في عقل الجيل الجديد و قلبه ، فيسعى حثيثا في تعزيز الموروث الرائع و إحياء ما اندثر.
كلام جميل جزاك الله خيرا ياأباعيسى وكثر من امثالك أخوك عبدالمنعم المحيسن
صح قلمك وابدعت يا استاذ عبدالله
الحقيقة كلام في قمة الروعه الله يعطيك العافيه بوعيسى وانت فخر الحساء
كلام جميل .. يحق لأهل الأحساء الافتخار بمثله سلمت يداك على ما سطرت أستاذنا أبا عيسى و نفع الله بك
أحمد الصرعاوي
ابدعت بوعيسى مقال في قمه الروعه بالتوفيق لك