ظاهرة باتت متفشية مع بداية كل عام دراسي في مدارسنا، بكثرة أعطال التكييف وانقطاع الكهرباء أو انقطاع الماء ودورات مياه خارج الخدمة رغم أنها في بعض المدارس لاتصلح للاستخدام، بالإضافة إلى مدارس لايوجد فيها برادات لشرب الماء، وفصول دراسية لاترقى الى مستوى التطلعات، وبعضها يفتقر للكثير وحدث ولا حرج!!
فبعد كل هذا كيف نأمل من طالب ينعكس حبه نحو مدرسته!! وكيف نرجو من معلم يبذل قصار جهده!! وكما يعرف في علم الإدارة وعلم النفس بأن البيئة تلعب دوراً بارز في نجاح عمل المنظومة وانعكاسها على الفرد نحو تحقيق الهدف، فكلما كانت البيئة آمنة نظيفة وصحية وراقية وجاذبة كلما كانت تمثل فرصة أكبر في تحسين مشاعر الفرد نحو منظمته إلى مشاعر حب ورغبة تمنحهم قوة شغف لا تقاس، وتكون طاقاتهم الكامنة لتحقيق الذات.
والبيئة المدرسية تعتبر أحد المكونات الأساسية في تنمية الطالب، لما تمثله من تأثير مباشر أو غير مباشر عليه، وتشمل منها ايضاً العوامل المادية والمعنوية والإجتماعية والثقافية والحضارية لما لها من دور كبير في تشكيل شخصيته، وفي تعيين أنماط سلوكه، لذا وجب على المدرسة توفير المناخ المناسب لنمو الطالب صحياً وجسمياً وعقلياً وانفعالياً واجتماعياً وحسياً بل وادراكياً وما يساهم في وعيه.
ومنذ سنوات ومدارسنا تعاني من هذه الظواهر، فهل اصبح هذا الخلل من ضمن المعتاد أو الطبيعي لدى إدارات التعليم بالمناطق ؟ ام لم يعد لديهم استشعار لها ؟ ام قلة التدبير والتخطيط ؟ فما سبب ذلك ياترى ؟ وأين يكمن التقصير ؟ تساؤلات كثيرة والحال كما الحال، وابناء الوطن جيل الغد هم الضحية والمتضررون ومن يتحملون أعباء وفشل إدارة التشغيل والصيانة في إدارات التعليم أو الجهة المعنية بذلك.
وللأسف أن تتعذر المدرسة بعدم توفر طاولة للطالب أو للطالبة أو كرسي أو كتب إلى هذا الحد يصل الوضع والأشد آسفاً أن هذا يتكرر في كل عام دراسي جديد! وربما برنامج نور لم يستثمر في هذا الجانب بشكل جيد في عملية إحصاء عدد الطلاب وعدد طلاب كل مدرسة وكل مرحلة.
..فبلادنا حفظها الله ورعاها ولله الحمد أولت التعليم أهمية كبيرة، ودعمته بميزانيات هائلة، مما جعل وزارة التعليم تعيش الرخاء وتنهض بمشاريعها وتبدأ في إقامة المباني المدرسية على نحو متسارع في جميع أنحاء المملكة.
فيجب على وزارة التعليم وإداراتها الا تقف موقف المتفرج أمام هذه الأزمات المؤثرة، وأن تقوم بتكليف لجان عاجلة لدراسة تلك الإشكالات المتكررة ومعالجتها وتلاشي حدوثها مرة أخرى، فلا يعقل أن تتكرر هذه الأعطال عبر السنوات وبدون تدخل جاد من وزارة التعليم.
فلنرتقي بمسيرة الوطن التعليمية في التقدم والرقي والرفعة لأبناء هذا الوطن المعطاء.