تقول المؤلفة ماري آيكن: “لن تأخذ أطفالك إلى مدينة نيويورك وتتركهم هناك وحدهم… هذا ماتفعله حين تسمح لهم بدخول الفضاء السيبراني لوحدهم ”
للفضاء السيبراني مدارات ومحطات إيجابية وسلبية لا تخفى على رواده , فالمرونة في التواصل وترابط العقول والترفيه و تحصيل العلم من أهم الإيجابيات التي تحسب للفضاء السيبراني .
إلا أن صعوبة فهم الآخرين وقراءة ملامحهم يساهم في الانفصال المعنوي عن الواقع وانقطاع التواصل البصري والحسي ينشأ عنه وينشأ عنه سرعة الحكم على الآخرين في الحياة الواقعية والعصبية وعدم التثبت .
كما أنه من أكثر الأسباب التي تعمق جراح العلاقات و تزيد من الفجوة و التباين بين أفراد الأسرة هو الانغماس في عالم الفضاء السيبراني والبحث عن المهرب الآمن “الغير آمن” في ذلك الفضاء الذي يهبُ الفرصة الثمينة للباحثين عن الإجابات والحلول لملأ الفراغ الوجداني أو النفسي أو حتى الطبي سواء كان الحل المؤقت الذي يتلقاه ذلك المفرد نصياً أو صوتياً أو حتى عن طريق التواصل المرئي .
ويظن أولئك أن هذا التواصل يحقق حلاً عاجلاً للمشكلات الأسرية أو الصحية أو النفسية .
بيد أن المشكلات غالباً ما تتفاقم ويصاب صاحبها بالإحباط أو ما يسمى بإعادة تعريف الشخصية خاصة على الأطفال أو المراهقين لسهولة تشكيل شخصيتهم وبنائها من خلال الشبكة العنكبوتية والمواقع التي يرتادها هؤلاء دون رقابة أسرية.
وينشأ الفرد بشخصية وتوجه مختلف تماماً عن البيئة التي يعيش فيها فتجده منغمساً في العالم السيبراني الذي يشبع عواطفه ويحفز مواهبه حتى يظن أنه في غنى عن العالم الافتراضي ليجد نفسه في المقابل يفتقر للكثير من مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي مع الآخرين
وهنا يقع اللوم على عاتق الأسرة إن كان الفرد طفلاً او مراهقاً ومنفصلاً عن واقعه الافتراضي
أما الإنسان الناضج الراشد فلا يلومن إلا نفسه إن مرّ به العمر بسرعة البرق ولم يستزد من العلم أو يتوج علاقاته بالتواصل و المحبة.