مناشدة خادم الحرمين بمعادلة “الكتاب” بـ”درجةٍ علمية”

الزيارات: 2644
التعليقات: 0
https://www.hasanews.com/?p=6530713
مناشدة خادم الحرمين بمعادلة “الكتاب” بـ”درجةٍ علمية”
عبداللطيف الوحيمد

انطلاقاً من تقدير خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله للعلم والعلماء والثقافة والمثقفين وإدراكه لدور المؤلِّفين في خدمة الوطن والمجتمع ومعاناتهم في التأليف من أجل المساهمة الفعَّالة في بناء الوطن وتنميته وازدهاره وتقدُّمه مع المساهمة في تنوير المجتمع والارتقاء بحياته من جميع الجوانب والنواحي فإني أناشده سلمه الله من خلال هذا المنبر الإعلامي بإصدار قرارٍ تاريخي يسمح للجامعات السعودية بمعادلة مؤلَّفات المؤلِّفين السعوديين بدرجةٍ علميةٍ معينةٍ وفقاً لقيمتها العلمية بمعنى أن يتقدُّم المؤلف السعودي لإحدى الجامعات السعودية بمؤلَّفه في شتى ضروب المعرفة والثقافة ويتم عقد لجنة تحكيمٍ ومناقشةٍ له ولمؤلِّفه كلجنة تحكيم ومناقشة الرسائل العلمية المقدَّمة من طلاب الدراسات العليا وتقييم المؤلَّف ومناقشة المؤلِّف ومن ثم منحه درجة علمية معينة بحسب مستوى مؤلَّفه وقيمته العلمية وفائدته المجتمعية وخدمته للمجتمع كدرجة البكالوريوس أو الماجستير أو الدكتوراه وتسليم المؤلِّف هذه الشهادة العلمية الرسمية للاستفادة منها في حياته الاجتماعية والوظيفية وإذا كان من الحاصلين على الدكتوراه يُمنح في هذه الحالة شهادة فخرية أو درجة علمية معينة.

وأتمنى من خادم الحرمين الشريفين تحقيق هذا المطلب الذي لا يعز عليه تحقيقه حفظه الله دعماً للمؤلِّفين وإنصافاً لهم ولو تحقق ذلك على يديه الكريمتين سيكون إنجازاً عظيماً وسبقاً دولياً تتناقله الصحافة العالمية بالإشادة والتقدير وسيُحفِّز المؤلِّفين على تقديم المؤلَّفات البنَّاءة التي تساهم في تقدُّم الدولة في شتى مناحيها التنموية فضلاً عن مساهمته في تحسين أوضاع المؤلفين أنفسهم بدرجاتٍ علميةٍ تخدمهم اجتماعياً ووظيفياً ومادياً ونسأل الله ألاَّ يحرمنا صدور هذا القرار الملكي عاجلاً غير آجل في ظل الخطة التنموية الجديدة لبلادنا الفتية.

وهذه الفكرة الريادية التي لم يطرقها صحفي في صحافتنا المحلية أتمنى أن يتبنَّاها صحفي أو مجموعة من الصحفيين النشطين وسيكون لهم السبق فيها إذا تناولوها بتوسعٍ وتركيزٍ واحترافيةٍ عبر استطلاعاتٍ صحفيةٍ مع ثُلَّةٍ من المؤلِّفين والأكاديميين والمختصين.

فيكفي المؤلِّفون ما يعانونه من إحباطات التأليف والنشر والتوزيع والقراءة لمؤلفاتهم ففي دول الغرب تقييم شركاتهم التوزيعية للمؤلَّفات يختلف عنا حيث يُثمِّنون شراءها بمبالغ طائلةٍ كفيلةٍ بتحقيق الثراء للمؤلِّف مع تكفلهم بطباعة المؤلَّف بمئات الآلاف من النسخ لقناعتهم بأهمية الكتاب لدى القارئ وازدهاره في السوق كسائر السلع الضرورية التي لا غنى عنها وبهذا المفهوم تقدَّموا وتأخرنا ونحن أصحاب الريادة الحضارية قديماً عندما كنا نُقدِّر العلم وأهله ونعرف قيمة الوقت وحقه علينا ونُدرك دورنا الحقيقي في الحياة الذي رسمه لنا ديننا الإسلامي العظيم مصداقاً لقوله تعالى {كنتم خير أمةٍ أُخرجَت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} ناهيك عن الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي تحض على طلب العلم والمعرفة مما جعل أسلافنا الأوائل ينظرون للكتاب نظرة إجلالٍ وتعظيم إذ كانوا يقدرون قيمته المادية بمعادلة وزنه بالذهب فأين نحن الآن من هؤلاء العظماء ؟.

فمع بالغ الأسف لم يتبقَّ حافز للمؤلِّف لممارسة مهنة المتاعب الحقيقية وهي مهنة التأليف وليس مهنة الصحافة كما يُشاع طالما تغلَّقت في وجهه جميع الأبواب وتكالبت على نهبه وإحباطه مختلف العوامل فما أن يولِّي وجهه ناحيةً من نواحي صناعة الكتاب وتسويقه إلا ويُصدم بصدمةٍ عنيفةٍ تقتل فيه الطموح والعزيمة فالمطابع جشعة وشركات التوزيع استغلالية ودور النشر ابتزازية وسوق الكتاب كاسدة لانصراف الناس عن القراءة والجهات الحكومية التي كانت تُشِّجع المؤلِّف وتدعمه بشراء إصداراته تعتذر حالياً عن شراء إصداره فما الذي بقي لتحفيزه على التأليف بعد هذه المثبِّطات كلها ؟ .

التعليقات (٠) اضف تعليق

اضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>