حال الإذاعة المدرسية في أغلب مدارسنا الآن والذي يشهد شبه انعدام ، بل وتغزيم للدور الحقيقي لها ، بل أشبهها بأنها تلفظ أنفاسها الأخيرة ، ولابد من وقفة صادقة لإعادتها للحياة من جديد .
اختلف الزمان ، واستجدت أمور كثيرة في حياتنا وخصوصاً الدراسية ، وراحت ضحيتها الإذاعة المدرسية ، فهي في سبات عميق عما كانت عليه في السابق .
فالإذاعة المدرسية قديماً كانت بمثابة منبر إعلامي ذا هيبة وشموخ ، بل صرح من الصروح الإعلامية ، كان الطالب الذي يقف على عتبات المسرح يملك الكثير من المقومات التي تجعله أهلاً بالوقوف عليه ، وكانت عناوين الإذاعة المدرسية ذات قيمة هادفة موجهة للمستفيدين ، وكان الإنصات لفقرات الإذاعة يفوق مانحن عليه الآن ، بل لا أبالغ إن قلت أن أغلب المستمعين يملكون حس التذوق الأدبي وكذلك النقد والتحليل .
ولتلك الأسباب دوافع كثيرة جعلتني أكتب هذا المقال فيما يجب أن تكون عليه إذاعاتنا المدرسية في الوقت الحاضر .
لايمكننا بأي حال من الأحوال المقارنة بين الإذاعة المدرسية ، أو شخصية الطالب ، أو المدرسة سابقاً وحالياً ، لأن المقارنة هنا ستكون ظالمة ، فالزمن يأخذ دورته في الثقافة والفكر ومصادر المعلومات المتنوعة ، ففي السابق كانت مصادر المعلومات محدودة والبحث عنها بصعوبة ، أما الآن فمصادر المعلومات كثيرة ، والبحث عنها بكل سهولة ، ناهيك عن استخدام أدوات الطباعة والنسخ والاستغناء عن القلم في كثير من الأحيان ، ولكن مايشوب بعض المعلومات هو الحرص والدقة في اختيارها ، وكذلك التأكد والتبين من مصداقيتها أو تزييفها ، فأغلب الكتاب يكتب مايهواه وما يميل إليه ، لا ماينبغي ذكره من الحقائق والمعلومات ، لذا لزم التنويه على الحرص والجدية والتثبت الصحيح لكل مانقرأ ونختار من العناوين والكتب والكتاب .
وأما بالنسبة للخطاب ولغته فقد تغيرت نوعاً ما ، فلا بد أن تكون لغة الخطاب تناسب المستفيدين ، فأنت في هذا الزمن تخاطب عقول تتعامل مع الآلات الحديثة من التكنولوجيا والثورة المعلوماتية ، فلا بد أن تكون لغة الخطاب هنا من نفس مايتعاملون معه ، فإن كان الجيل السابق متذوق وناقد للأدب والفقه والعلوم المختلفة ، فإن الجيل الحالي متذوق وناقد للطرح والأسلوب الحديث الذي يعتمد على الاختصار والايجاز والاستشهاد والربط مع تكنولوجيا العصر الحديث .
الدور كبير والمسؤولية أكبر لكنها ليست صعبة ولا مستحيلة ، لابد أولاً أن يعي مشرف الإذاعة المدرسية الدور الذي يقوم به وماينبغي له أن يقدمه للطلاب كي تنجح الإذاعة في تقديم مايضيف للقاريء والمستمع ، وماينمي ويصقل موهبة الإلقاء لدى الطلاب .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أستاذ خالد
واتفق معك كثيرا فيما ذهبت إليه.
ولابد من الوقوف عند السبب الرئيسي لاحتضار الإذاعة المدرسية الا وهو عدم إيمان كثير من قادة العمل التربوي التعليمي بأهميتها او ضعف القيادة ذاتها.
فترى بعض القادة يهتمون كثيرا بحضور الاصطفاف الصباحي كشكل ظاهري للانضباط المدرسي ويهملون او يتجاهلون المضمون المهم الاصطفاف الصباحي.
فممكن تقسيمه إلى شقين:
الشق الأول حركي ترفيهي (غذاء الاجساد)
الشق الثاني تربوي تعليمي ثقافي(غذاء الروح والعقل)
نتيجة هذا الإهمال تواجد لدينا جيل لا يتقن فن التواصل اللفظي ويفتقد لأبسط أبجديات الإلقاء والمواجهة.
دمت بود