أكد معالي الدكتور فهد بن عبدالله السماري أمين عام دارة الملك عبدالعزيز المكلف بأن برنامج ( من أعلام المملكة العربية السعودية) الذي شرعت في تنفيذه دارة الملك عبدالعزيز يحظى بتأييد ومتابعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ وفاء منه وتقديراً لرجال أسهموا في تأسيس وتطوير وحماية هذا الكيان العظيم المملكة العربية السعودية ، كما أشار إلى تطلع الدارة إلى تنفيذ مشروع علمي يحفظ تاريخ الأحساء وتراثها الذي يستحق ذلك وأكثر لغزارته وتنوعه ، جاء ذلك في كلمة دارة الملك عبدالعزيز في حفل افتتاح الندوة العلمية التوثيقية عن المؤرخ حسين بن أبي بكر بن غنام التي عقدت مساء ( الثلاثاء ) ضمن هذا البرنامج الوطني في الأحساء بتشريف من صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي محافظ الأحساء ووسط حفاوة علمية واجتماعية، حيث استهلت الفعالية بجولة سمو محافظ الأحساء والحضور على المعرض المصاحب عن المؤرخ حسين ابن غنام .
من جهته، رفع المهندس خليفة بن عبدالرحمن الغنام في كلمته في الحفل الشكر والعرفان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ الذي يولي اهتماماً كبيراً ورعاية كريمة للعلم والعلماء لرفع راية العلم والمعرفة ، ومن ذلك ما تقوم به الدارة بالاحتفاء العلمي وإبراز ذلكم الأعلام الذين قدموا نماذج مخلصة في إسهاماتهم الوطنية .
بعد ذلك قدم معالي الدكتور فهد بن عبدالله السماري الأمين العام المكلف لدارة الملك عبدالعزيز إهداء تذكارياً لصاحب السمو الأمير بدر بن محمدبن جلوي عبارة عن صورة لغلاف مخطوط ابن غنام ( روضة الأفكار والأفهام ) ، كما تم تبادل الإهداءات بين الدارة وأسرة الغنام.
بعد ذلك بدأت الجلسة العلمية للندوة أدراها الدكتور عبدالرحمن بن مديرس المديرس ، وشارك فيها ثلاثة باحثين تطرقوا لجوانب من حياة ابن غنام وإنجازاته العلمية الوطنية ، فتحدث في البداية الدكتور عبدالعزيز بن صالح الشبل في ورقته ( ابن غنام مؤرخاً) عن ركائز منهجه ـ رحمه الله ـ في الرصد والتأريخ للأحداث والوقائع العسكرية للدولة السعودية حتى أصبح بذلك المؤرخ الأول والأهم لتأسيس الدولة .
وعقب ذلك قدم الدكتور إبراهيم بن صالح التّنم ورقته العلمية ( ابن غنام وأثره في نشر العقيدة الصحيحة ) مستعرضاً محطات من حياة المؤرخ الجليل حسين بن غنام ومن أهمها انتقاله إلى الدرعية حيث أحب الدعوة السلفية وارتبط بها قلباً وقلماً وعقلاً، ودرس على يد الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، وكان في شعره ونثره مؤيداً لخطواتها ومحارباً للفرق الضالة وخصوم الدعوة فألف كتاب ( العقد الثمين في شرح أحاديث أصول الدين ) الذي ظهرت فيه معالم رئيسة من منهجه في نشر الدعوة الإصلاحية ومنها وجوب العودة في كل أمر متنازع فيه إلى القرآن الكريم والسنة النبوية ، ووجوب طاعة ولاة الأمر، كما شرح في كتابه أصول العقائد كالتوحيد والإيمان والإحسان فكان خير مساند في نشر دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب .
واختتمت الجلسة بورقة أدبية بعنوان ( ابن غنام أديباً) قدمها الدكتور خالد بن سعود الحليبي تطرق فيها إلى السمات الفنية لشعر ابن غنام ونثره داعياً إلى مواصلة البحث عن بقية كتابه ( روضة الأفكار والأفهام ) وإصدار ديوان يضم قصائده المتوفرة لأنه يعد من جعل من الشعر الفصيح مصدراً معلوماتياً في نجد بعد أن كان الشعر الشعبي هو من يقوم بهذا الدور .
يذكر أن هذه هي الندوة الثانية من برنامج (من أعلام المملكة العربية السعودية ) الذي يشمل في مرحلته الأولى ستين شخصية وطنية من مختلف المجالات العسكرية والسياسية والفكرية والإدارية ومن مختلف
مناطق المملكة العربية السعودية ، وستصدر دارة الملك عبدالعزيز عن كل علم يحتفى به خلال البرنامج كتيباً يضم الأوراق العلمية المطروحة في الندوة والفعاليات المصاحبة لها .