الجدي شمال… و محمد بن قـويد بالوادي..!

سالم محمد المري

بسم الله الرحمن الرحيم
من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه,, الآية .. صدق الله العظيم ..
كم هو جميل أن تكتشف أن مثل هؤلاء الرجال مازالوا يتواجدون في زمن الرداءة و التخلف.
كم هو رائع أن ترى شبابا يتفرغون للعلم و المعرفة و يسهرون على مستقبل هذه الأمة في وقت الكل يقول نفسي نفسي، و كم هو رائع أن ترى رجالا في عز شبابهم يتركون الماديات و المغريات ليعتنقوا الضمير و الروح.
نعم، مثل هؤلاء الرجال يتواجدون و بتواجدهم يمكن الجزم أن الدنيا مازالت بخير.
و من هؤلاء الرجال الأعلاَم الدكتور محمد بن مران بن قويد ابن الشيخ مران بن قويد شيخ قبيلة الدواسر، من مواليد 1390ه، محصن بالعديد من الشهادات العليا في مختلف العلوم الإدارية و العسكرية.
فبالإضافة لمنصبه في وزارة الدفاع السعودية له إسهامات كبيرة في مجال التعليم و التدريب، فهو يحرص كل الحرص على توعية شباب بلده و إفادتهم بكل ما تعلمه.
كما أن له إسهامات تحسب له في إصلاح ذات البين، فخلافاً للكثير من أبناء المنطقة العربية الذين قد يستغلون المنصب للتعالي على الأمة، فإن الدكتور بن قويد لا يترك فرصة إلا و يصلح بين الناس بل سبق وأن أعتق رقاباً من السيف.
و باعتبار الدكتور من هواة العلم و الثقافة فقد كان له إسهام أيضاً في هذا المجال من خلال الجائزة العلمية التي أسسها و أعطى لها اسم والده، الجائزة التي خصصت للمتفوقين و حفظة القرآن الكريم و السنة النبوية و التشجع على البحث العلمي، هذا بالإضافة للديوانية الثقافية التي أنشأها ليجمع فيها النخبة و كبار العلماء و المثقفين ليطرحوا العديد من المواضيع المهمة التي تلامس الواقع و تلبي حاجياته.
كانت هذه نبذة صغيرة عن أهم إنجازات هذا الدكتور الفذ، نبذة توحي لنا من دون شك بفراسة هذا الرجل و اهتمامه بمدى ضرورة العلم و المعرفة في النهوض بمجتمعاتنا العربية نحو السمو و التقدم.
الدكتور بن قويد من الرجال الذين حرصوا على الجمع بين علم الدنيا و الدين فلم يترك مجالاً إلا و أتقنه و ترك بصمته فيه، بل و ثمرات مجهوداته بدأت ترى النور من الوعي الذي بدأ يلمس عند أبناء محافظته في وادي الدواسر وضواحيها.
كم هم محظوظون أبناء وادي الدواسر أن يكون بينهم ومنهم شخص دكتور عظيم و رجل شريف مثل ابن قويد الذي لا يتوانى أيضاً في مساعدتهم بالتواصل مع كبار المسئولين بالدولة ليوصل لهم كل ما يحتاجونه مِن خدمات وكل ما تحتاجه المنطقة مِن مشاريع، حتى أصبحت محافظة وادي الدواسر كا العروس، و هذا عامل آخر يجعله يتلقى الكثير من المحبة و المودة من طرف الجميع.
و من جهة أخرى إذا كان الدكتور تفرغ لرياضة العقل و الفكر إن صح التعبير فإنه في المقابل لم يهمل رياضة البدن باعتبار أن الجسم السليم في العقل السليم، فهو رياضي مِن الدرجة الأولى ومن هواياته الرياضية المحببة رياضة الآباء والأجداد "" رياضة الإبل "" والتي رغم مشاغله و كثرة اهتماماته إلا أنه خصص لها وقتاً محدداً لممارسة هذه الهواية .. التي ليست كاسائر الهوايات، فهي قبل كل شئ تعتبر بمثابة التاريخ و التراث في مجتمعنا السعودي، فلذلك كانت هي رياضته المفضلة وهي محبوبته الأولى والبر عشقه الدائم .
فقد حرص على امتلاك " منقية " من ملكات جمال الإبل وأولاها جل اهتمامه ورعايته من خلال حرصه على تحسين سلالتها والتواجد عندها بين فينة وأخرى ..
وحتى وهو يتواجد عندها في البراري إلاَّ أنه دائماً ما يستضيف في مقر إقامته هناك الكثير من الأمراء وكبار الشخصيات وهذا دليل على مدى محبته للآخرين ومدى تفاعلهم وتبادلهم لمحبته أيضاً .
عزيزي القارئ، لعلك لمست معي بعضاً من فضائل هذا الرجل الذي أهتم بنفسه وأهتم لأمور العامة، فمن خلال كل ما سبق لا يمكن أن ننعت هذا الرجل إلا بصفات الأحرار الذين يسهرون على خير البلاد و العباد.
وما صدور القرار الأخير بتعيينه مديراً لإدارة الأبحاث والدراسات في القوات المسلحة برتبة عميد إلاَّ قليل مِن كثير يستحقه ..
ولا يمكن لرجل أن تكون فيه كل هذه الخصال و الأعمال إلا أن يكون كفء ومستحق لهذا المنصب ، فطوبى لهذا الرجل الذي نتمنى أن تنجب نساءنا العشرات مثله في كل بلد و في كل شبر من أشبار عالمنا العربي العزيز.
وفي الأخير إذا كان الناس يقتدون بالجدي في أسفارهم فإني أوجه ندائي لكل شباب المملكة و أدعوهم للإقتداء بالدكتور محمد بن قويد في مساره العلمي و الأخلاقي، هذا الرجل البار بوطنه وقيادته و والديه وقبيلته ومدينته…
وإذا كان الجدي يعلو القطب الشمالي فإن الدكتور محمد بن مران بن قويد قد اعتلى المجد و مكارم الأخلاق.