إن المجتمع هو البيت الكبير، ومعاول الهدم في المجتمع الإسلامي تركز على الانحلال تبرجاً وسفوراً واختلاطاً، وذلك كله لم يأت مصادفةً، وإنما نتيجة تخطيط الغرب لتغريب هويتنا .
ومن المؤسف أن كثيرا من المسلمين والمسلمات خُدِعوا بشعارات برّاقة، ودعايات مضللة، تعد الالتزام بالله وشرعه جموداً ورجعيةً، والانفلات والإباحية حريةً وتقدميةً .
– فلا والله ما في العيش خيرٌ
ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
بعضنا للأسف يعتبر الشهوات رقياً وتحضراً ومدنيةً، والتبرج والسفور والاختلاط موضة، والخلاعة والفجور والانحلال فناً، والعلاقات المحرمة حباً .
الإسلام ما حرّم التبرج والسفور والاختلاط، وشرع الحجاب إلا تكريماً للمرأة، وحفاظاً على مكانتها، وحرصاً على إقامة المجتمع النظيف.
وحرم الإسلام إطلاق العنان للنظر، وأمر الرجل بغض البصر، فقال سبحانه وتعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِن أَبْصَارِهِم وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُم)
وكذلك أمر الله سبحانه النساء:
(وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ … ) الآية [النور:30-31].
إن لم تصن تلك اللحوم أسودها
أُخذت بلا عوضٍ ولا أثمان
وهنا أتساءل لماذا امتلأت فضائياتنا بقصص غرامية، ومسلسلات هابطة، وما يزعم بأنه أدب مكشوف، ومناظر مثيرة، وبرامج هزيلة وجريئة نخجل من مشاهدتها ؟!!
وأحزن عندما أرى الغرب يشعر بألم غربة المرأة عن بيتها فيسعى إلى إرجاعها إلى مملكتها وتربية الأجيال، ونحن نجتهد في إخراجها من مملكتها لضرورة أو دون ضرورة .. ويؤسفني أن البعض منا هداه الله لم ينتبه إلى ما انتبه إليه الغرب وما أصابه من انحلال وغياب الأولويات داخل الأسرة وخاصة دور الأم في صناعة الأجيال ..
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراقِ
فيا أختي المسلمة: عودي إلى الله، والتزمي شرع الله، ولا تغتري ببريق الشعارات، وزائف الدعايات.
ويا أخي المسلم:
حافظ على نفسك وأهلك وذريتك وكل أسرتك ، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) [التحريم:6].
•أسأل الله أن يحفظ مجتمعنا وسائر مجتمعات المسلمين من أسباب ما يخطط له الغرب لتغريب وتذويب هويتنا الإسلامية السمحة.
* ودمتم في رعاية الله