أفتتح مقالي بقول خالقي : (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) , وأُثــَـنـي به بقول نبيي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : (من أطاعني فقد أطاع الله , ومن عصاني فقد عصى الله , ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني)
وأثلث بقول الصحابي الجليل أبي ذر رضي الله عنه حين قال : (إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع وإن كان عبداً حبشياً مجدع الأطراف) وعند البخاري : (ولو لحبشي كأن رأسه زبيبة)
وفي الصحيحين : (على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره , إلا أن يؤمر بمعصية , فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة) , وعن ابن عباس رضي الله عنه قال , قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : (من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر , فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات , فميتـته جاهلية) , وفي رواية : ( فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه (,,
وعن مالك بن دينار : أنه جاء في بعض كتب الله : (أنا الله مالك الملك , قلوب الملوك بيدي , فمن أطاعني جعلتهم عليه رحمة , ومن عصاني جعلتهم عليه نقمة , فلا تشغلوا أنفسكم بسب الملوك , لكن توبوا أعطف عليكم) ؛؛ هذه الـتـقـدمة من الآي الكريم وحديث سيد المرسلين والآثار ممهدة لما سألج به معكم قرائي الكرام ,,
باليوم الثاني لتقديم المواطنين في جميع مناطق المملكة عبر مقار إماراتها ومحافظاتها واجب البيعة للأمير مقرن بن عبدالعزيز بعد تعيـينه (ولياً لولي العهد) وبعد مبايعتي له أمام الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية توجهت للسلام على نائبه الأمير جلوي بن مساعد بن عبدالعزيز وتقديم واجب المبايعة وبالرغم من لقاءاتي بالأميرين الفاضلين بمناسبات سابقة إلا أنه لم يستوقفني موقف كالذي حدث لي مع الأمير جلوي بن مساعد حال مصافحتي له ؛ فقد شد على يدي قائلاً لي : (أنتم سلاحنا أيها الكتاب , شدوا حيلكم الله يوفقكم) ؛؛ نعم فبعض أقلام الكتاب أسلحة لوطنهم على أعداء الداخل والخارج , وبعضهم أسلحة لأعداء الداخل والخارج ضد وطنهم , وبعض الكتاب لا يعلمون ماهية ولمن وضد وحول وإلى وأين ومتى وكيف يسلون أقلامهم , فحتى النقد الداخلي له فنونه وأصوله , وهناك فرق وبون شاسع بين نقد ولاة الأمر وبين نقد مسئولين لم يؤدوا واجبهم وما أمرهم به ولاة الأمر , بل وبعضهم يجهلون التفريق بين هذه وتلك , وهناك من يعتبر الجرأة في نقد السلبيات ومكاشفة المقصرين تأجيجاً وإثارة
رأي وعمل فتنة , وتلك حجة أكل الدهر وشرب منها لا سيما ونحن في القرن الواحد والعشرين , بينما النقد الهادف المتباين في سخونته بتصوري شأنه شأن مساحيق الغسيل تتفاوت مستويات جودة تنظيفها للعوالق والشوائب والترسبات , بل إن النقد الهادف وإيصال أصوات المواطنين المتضررين بدلاً من غمرها ووأدها لهي إحدى أسلحة الوطن ومن صمامات الأمان بالدولة حتى وإن ارتفعت حدته فديننا أمر بإيصال الحقوق لأهلها ولكبت المظلومين حتماً انعكاسات وردود أفعال إن لم تكن عملياً أو قولياً فستبقى تغلي بالقلوب والنفوس إلى أن تنسب الأخطاء والتقصير مباشرة لولاة الأمر وهم منها براء بدلاً من نسبها لمرتكبيها الحقيقيين , وهناك الكثيرون من أعداء الوطن في الداخل والخارج يجيدون الإصطياد في الماء العكر ويستغلون قهر المكبوتين لتوظيفهم وتجنيدهم لمحاربة ديارهم لكونهم وقعوا على قنابل بشرية موقوتة بينما نحن نعيش في عجلة إصلاح واضحة وصريحة تبناها الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ تسلمه لمقاليد الحكم بالبلاد ,,
في الحديث الشريف : (من لقي الله وليس في عنقه بيعة لقيه لا حجة له) ومن هنا وكما أمر ربنا ونبينا الكريم نبايع جميع ولاة أمرنا على السمع والطاعة ونحن معهم في سلمهم وحربهم وليحفظ الله بلاد الحرمين الشريفين وشعبها وقيادتها وسائر بلدان وشعوب المسلمين و رد اللهم نعمة الأمن والإستقرار على كل من فقدوه.
عمر عبدالوهاب آل عيسى التميمي
Twitter @VipUmarAlEssa